البعض يلجأ إلى إنهاء النقاشات بعد تقديمهم للأدلة و البراهين ، تحاشياً بأن يكونوا كالعلكة في أفواه الديكتاتوريين الفكريين ، و للمصائب التي لا تعد ولا تصحى
كان سبب هذا اللجوء إلى إنهاء النقاشات الخوف من نظرة الديكتاتوريين الفكريين لمُخالفهم بالرأي ، و اعتبارهم كفّار مُخالفين لأمر الله و رسوله
فأسهل طريقة الأن هي تكفير المُخالف لهم بالرأي
أحيانا أرى النقاشات تنتهي : ( يا كافر ) ، ( لابد أن يُقيموا حد الرده عليك )
عن أبي ذر أنه سمع النبي - صلى الله عليه و سلم - يقول لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو بالكفر إلا ردت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك )
( كافر ) كلمة سهله تحتوي على أربعة أحرف ، و لكن معناها كبير جدا ، و وقعها على النفس عظيم
( لابد أن يُقيموا حد الرده عليك )
أتساءل هل هو حد الرده عن الإسلام ؟ أم حد الرده عن رأي الطرف الأخر ؟
إختلاف الرأي و الفكر طبيعة بشرية ، قال تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين )
كل ما خلقه الله في هذا الكون توجدد به إختلافات ، فالألوان تختلف ، و الحيوانات تختلف ، و النباتات تختلف ، و البشر يختلفون في ألوانهم و أشكالهم و أجناسهم و سلوكهم و فكرهم
و الإسلام اعترف بحرية الرأي ، و لم يستعمل الإسلام أسلوب قمع الأراء
حرية الرأي كانت متواجدة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم
فالصحابي الجليل الحباب بن المنذر -رضي الله- أبدى رأيه في غزوة بدر و كان رأيه مختلف عن رأي الرسول -صلى الله عليه و سلم- و لكن رسولنا الحبيب أخذ برأي الحباب بن المنذر
و بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- أبدوا رأيهم للنبي -صلى الله عليه و سلم- بتطليق زوجته عائشة بنت أبو بكر -رضي الله عنهما- في حادثة الإفك قبل أن يبرأها القران
المذاهب الأربعة : الشافعي ، المالكي ، الحنفي ، الحنبلي
العديد من المسائل الفقهيه يختلفون فيها المذاهب ، و لكن هذه المذاهب الأربعة مستمده من كتاب الله -سبحانه و تعالى- ، و سنة نبينا محمد -صلى الله عليه و سلم-
أراء الفقيه : أحمد بن حنبل ، تختلف عن أراء الفقيه : محمد بن إدريس الشافعي
و لكن كان الشافعي يزور أحمد بن حنبل في بيته
فقالوا تلاميذ الشافعي له : تزور أحمد و أنت أكبر سناً من أحمد ، فبيرد ببيتين يقول فيهما :
قالوا يزورك أحمد و تزوره ** قلت : الفضائل لا تغادر منزله
إن زارني فلفضله أو زرته ** فلفضله فالفضل في الحالين له
تساؤل !
كيف يقمع البعض الأراء المُخالفه و الرسول أشرف الخلق الذي يأتيه الوحي من الله -جل جلاله- تقبّل الأراء و إن كانت مختلفه عن رأيه ؟؟!!
كيف يقمع البعض الأراء المُخالفه و الإسلام أعطانا حرية الرأي ؟؟!!
كيف يتجرأ بعض المتطرفين بتكفير من يخالفهم بالرأي و الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُكفّر من اختلفت أراؤهم عن أرائه ؟؟!!
كيف يتجرأ بعض المتطرفين بأن يكفّرون المختلفين عنهم بالرأي و سنة الله في الكون الإختلاف بين المخلوقات ؟؟!!
ينبغي علينا أن نحترم أراء و وجهات نظر الأخرين ، بعيدا عن التطاول عليهم و التعدّي عليهم
و مهما اختلفت الأراء و وجهات النظر ، تبقى الألفة و المحبة
نعم لتقبل أراء الجميع ولو كانت مخالفه لرأينا ، و لا لقمع الأراء المُخالفة
http://alwesam.org/articles.php?action=show&id=226
ريـــم الجهني
www.rjuhani.wordpress.com